الاستاذ سلامة حامد والدي… رجل بحجم أمة، وحكيم بحجم الحياة.”

“لم أكن أدرك حجم الحب الذي يسكن قلبي تجاه والدي، حتى دفعتني لحظة حنين لنشر صورة له باستخدام الذكاء الاصطناعي. لم أتوقع أن تنهال عليّ الرسائل والتعليقات من تلاميذه، الذين أصبحوا اليوم قممًا شامخة في مختلف المجالات. كلماتهم حملت من الوفاء ما جعلني أعيش نشوة الحنين، وأستشعر مكانة أبي في قلوبهم، فازداد قلبي امتلاءً به، حبًا وفخرًا.
لقد كان أبي، الأستاذ سلامة، رجلًا نادرًا في زمنه؛ لم أسمعه يومًا يتحدث عن أحد بسوء، كان نقيّ القلب، عفيف اللسان، رقيق المشاعر، يفيض حنانًا وسكينة. لم يكن مجرد مدير لمدرسة ميت يزيد الابتدائية، بل كان أبًا لكل من عرفه، وصاحب أثر عميق لا يُمحى.
أشارككم اليوم صورًا له من أرشيف الذاكرة، خلال مشاركته في مشروع النظافة بالقرية، وأخرى من داخل المدرسة التي أحبها وأعطاها من عمره وقلبه الكثير.
وأروي لكم موقفًا بسيطًا، لكنه يُلخص من يكون:
في يومٍ ما، رفض أحد المعلمين دخول حصته، وقال لأبي: “عليّ الطلاق ما أنا داخل الحصة”. فوجد أبي نفسه أمام خيارين كلاهما مؤلم؛ إما أن يجبره على الدخول، فيتسبب في طلاقه، أو يخصم من راتبه، فيثقل كاهله ويضر أولاده.
فأخذ لحظة يفكر، ثم قال للمعلم بهدوء: “تعال اجلس في مكتبي، سأخرج لقضاء أمر، انتظرني حتى أعود”. ودخل أبي الحصة بدلاً عنه، وأدى واجبه كما لو كانت حصته هو. وعندما عاد، قال للمعلم: “ارجع بيتك، مجبور الخاطر”.
فبكى المعلم.
هذا هو أبي… لا يُقاس بحجم المناصب، بل بحجم الإنسانية التي كان يحملها في قلبه. رجلٌ يُربّي ويُعلّم بصمته، قبل كلماته. رحمه الله رحمةً واسعة، وجزاه عنّا وعن كل من عرفه خير الجزاء.”
هذا هو والدي… رجل بحجم أمة، وحكيم بحجم الحياة.”
يقدم موقع منيا القمح تغطية شاملة لكل ما يهم أهالي مدينة منيا القمح ومحافظة الشرقية، من خلال متابعة آخر الأخبار، وما يقدمه نواب المدينة من مبادرات وخدمات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الخدمات العامة والعملية التعليمية، وتغطية قضايا ومناسبات العائلات، وأهم الحوادث الجارية. كما نهتم بإبراز مواهب ملاعبنا ونجوم اللاعبين، ونتناول أخبار عمد ومشايخ البلد، واحتفالات زغروتة، وتكريمات مرتبة الشرف، إلى جانب مجموعة مختارة من المقالات المميزة.